بحث عام العلوم الإنسانية: "أبحاث عن أسئلة المجتمع المدني والإجابة عليها"
صفحة 1 من اصل 1
بحث عام العلوم الإنسانية: "أبحاث عن أسئلة المجتمع المدني والإجابة عليها"
كتبت الطالب
محمد شمس
طالب بى مدرسه الاعداى بتمى الامديد
عام العلوم الإنسانية: "أبحاث عن أسئلة المجتمع المدني والإجابة عليها"
منذ العام 2000 تقيم وزارة التعليم الاتحادية "عام العلوم". وحتى الآن كانت أعوام علوم الطبيعة والتقنية. والآن في العام 2007 جاء دور العلوم الإنسانية (النظرية). حول ذلك تحدثنا مع رئيس جامعة هومبولت في برلين، كريستوف ماركشيس.
تحتفل ألمانيا بعام العلوم الإنسانية. هل تشارك، أيها السيد البروفسور، في الاحتفال بضمير مرتاح؟
نعم، إني أحتفل وأنا منشرح الصدر. إذ إن هذا من قوانين المجتمع الذي تأخذ فيه وسائل الإعلام دوراً كبيراً. إذا أراد المرء لفت انتباه أكثر حول موضوع ما، مثل العلوم الإنسانية على سبيل المثال، والحصول أيضاً على تمويل أفضل، فإنه يتعين عليه أن يتعامل مع قوانين هذا المجتمع الإعلامي. بهذا لا يفسد أحد نفسه. وبعد، فإنه ما من ضرر وما من عيب إذا ما جرى تقديم نتائج أبحاث العلوم الإنسانية إلى الرأي العام طوال عام كامل على نحوٍ لا يخلو من مرح ومهارة. على العكس: هذا تعبير عن مسؤولية العلوم الإنسانية تجاه المجتمع المدني، هذه المسؤولية التي كانت في غاية الأهمية بالنسبة إلى مؤسسي جامعتي في القرن التاسع عشر. وبالإضافة إلى ذلك، فإنه لم يجر في هذا العام لحسن الحظ تخصيص ميزانية إضافية للظهور في وسائل الإعلام فحسب، وإنما جرى تخصيص أموال أخرى من أجل العلوم الإنسانية. وهذا سبب يدعو للاحتفال!
ما هي، بعامة، العلوم الإنسانية؟ هل هي أمر مماثل للعلوم "الطريّة" على الطريقة الأنكلوساكسونية أو Humanities على عكس العلوم "الصلبة" والتحديثية؟
إن حيوية العلوم الإنسانية لدينا في ألمانيا تثبت نفسها أيضاً في حقيقة أنه توجد منذ القرن التاسع عشر الذي ظهر فيه هذا المفهوم محاولات كثيرة لتعريفها وتحديدها. أنا شخصياً ليس من شأني أن أذهب بعيداً مثلما يذهب بعض زملائي في أكاديمية العلوم في براندنبورغ، الذين حاولوا في العام 2005 في "بيان العلوم الإنسانية" تجديد نظريات هيغل وديلتي. على خلاف الزملاء المحترمين لا أعتقد أنه يمكننا اليوم أن نفهم، مثلما فهم هيغل وديلتي في القرن التاسع عشر، مواضيع العلوم الإنسانية مثل اللغة والحق والدولة أو الحياة الاقتصادية على سبيل المثال على أساس بُعدها فوق الشخصي كمظاهر "عقل موضوعيّ". أنا نفسي أحاول - كيف عليّ بصفتي لاهوتياً أن أفعل غير ذلك؟ - أن أبرز التوجه الدائم لفروع العلوم الإنسانية إلى مسألة الحقيقة، لكن دون طلب إعادة عجلة إبراز التاريخ في المسائل التي عولجت في القرون الثلاثة الأخيرة.
رئيس أكاديمية الفنون الجميلة في مقاطعة بافاريا، ديتر بورشماير، الذي هو في الوقت نفسه بروفسور للأدب الألماني في هايدلبرغ، يشكو: "لم تعد العلوم الإنسانية تُعتبر مرشداً للفروع التي تحدد النُخَب". هل كانت هذه العلوم في التاريخ الألماني أو حتى في تاريخ الجامعات فقط علوماً ريادية في أي وقت من الأوقات؟
لا أظن أن سباق الامتياز بين الجامعات الألمانية، الذي يوجه بروشماير نظره إليه، يثبت فعلاً ما يخشاه الزميل الفطِن من هايدلبرغ. لا ريب: في القرن التاسع عشر كانت النتائج التي توصلت إليها العلوم الإنسانية تُعتبر أكثر من اليوم مرشداً للمعرفة، وكان علماء هذه الفروع، مثل تيودور مومسن، من نجوم الإعلام بطريقة أخرى مغايرة كلياً. لكن الجانب الآخر السلبي كان الازدراء العدائي الذي كان يكنّه بعض ممثلي العلوم الإنسانية إزاء العلوم الطبيعية. ربما، هكذا يبدو لي بين الحين والآخر، إننا نحس اليوم في بعض الأحيان وجود رد فعل معاكس ما من علماء طبيعة (وبقايا الموقف القديم توجد أيضاً لدى بعض ممثلي العلوم الإنسانية). في كل العصور وُجد ازدراء أحمق إزاء التفكير والتأمل. وأنا على قناعة تامة بأن العلوم الإنسانية إنما هي حتى يومنا هذا من الفروع الريادية التي تحدد النُخَب. على الأقل في الجامعة التي أترأسها.
واحد من أكبر المدافعين عن العلوم الإنسانية، فولف ليبينيس، وصفها ذات مرة بأنها "تجربة عن الفهم"، على ما يبدو إشارة إلى العلوم التجريبية ذات السمعة العالية اليوم. هذا يثير السؤال: ماذا يفيد المجتمع من تجارب أولئك الذين يفهمون؟
في بادئ الأمر، إنها مسألة بسيطة، هي مسألة المسؤولية أمام الحقيقة، إذا لم يفعل على الأقل ممثلو العلوم الإنسانية هكذا لدى المسائل الكبرى في هذا المجتمع، وكأن الجواب قد تم العثور عليه: متى تبدأ الحياة؟ متى تنتهي تماماً؟ في هذا الأمر يجري جدال، وكل عالم يتصف بالحكمة إلى حد ما يدري أن مواقفنا هنا هي "تجارب عن الفهم". لكن في الوقت نفسه لإثبات كيف، بغض النظر عن السمة التجريبية، يمكن تحديد معايير أخلاقية وحقوقية وما هي هذه المعايير: لهذا الغرض نحتاج ، مما نحتاج، إلى علوم إنسانية. في حين أن العلوم الإنسانية، إذاً، تؤكد وتشكك في الوقت نفسه، فإنها تساعد في الحالة المثلى على أن لا يسلّم مجتمع نفسه إلى إيديولوجيات.
كيف تتشكل العلوم الإنسانية الألمانية بالمقارنة الدولية؟
هل يستطيع عالم ألماني أن يقدّر هذا بشكل موضوعي ّ حقاً؟ أحياناً، على سبيل المثال، عندما أقرأ كتاباً علميأً وضعه أحد الزملاء، يبدو لي أن أبحاثاً باهرة توضع في ألمانيا. لدى حقل أبحاث ديناميكي مثل هذا لا يحب المرء من ثم أن يتحدث عن "تشكيل"، إذ ما من أحد وقف في الطابور في طريقه إلى المعركة. لكن أحياناً عندما أجد أية موضة سطحية تطبّق بالقوة على موضوع ما مسكين، فإنني أتألم من نقص قدرة ممثلي العلوم الإنسانية الألمانية على مقاومتها. مهما كان الأمر: إذا أراد المرء أن يقود أوركسترا تعزف باخ أو موزارت، أو أن يقرأ علماء الكنيسة الإغريقيين أو نيكولاوس فون كويس في طبعات نقدية، فإن المرء في سائر أنحاء العالم يعمد إلى نتاج العلماء الألمان. إن أحوالنا إذاً لا يمكن أن تكون في غاية السوء.
ما هو رأيك بالاقتراح الذي يقول إنه يتعين الآن ضمن الأبحاث الجامعية وب "كليات لأبحاث ريادية" أن يخلق مجتمعاً بطبقتين، إحداهما داخله والأخرى خارجه؟
دائماً هذا الخوف من المجتمع بطبقتين! لدى الخطوط الحديدية ولدى مؤسسة الطيران لوفتهانزا لم يرسم أحد على الحائط انهيارَ النظام الديموقراطي لأنه لا يوجد سوى الدرجة الثالثة. ولا سيما أن الدخول إلى الفئة الرفيعة في مجال الأبحاث الريادية لا يتعلق بحافظة النقود الخاصة بالفرد. بدون اعتراف حاسم وصافٍ، ودون تردد أو خوف، بضرورة النخبة وتشجيعها، فإنه لن يوجد نتائج لأبحاث ريادية يمكن من ثم تقديمها في كل مكان. أنا أيضاً زرت كلية العلوم بناء على منحة، وكنت مغتبطاً بها، واكتسبت في غضون ذلك العام معارف حاسمة، وأتمنى ذلك لكل زميل. ما من شيء إذاً يعارض إنشاء مثل جزر الاستراحة هذه في الجامعات أيضاً. على العكس تماماً!
هل العلوم الإنسانية اليوم، أو كانت دائماً، هي فن لا يدرّ دخلاً كافياً؟
سوف يتعين علينا ربما هنا أيضاً في ألمانيا، كما هو مألوف في بريطانيا منذ زمن، أن نعتاد على أن خرّيجاً فطناً من خريجي فرع العلوم البيزنطية لايمكنه أن يجد عملاً لدى هيئة علم الأنساب البيزنطية الوسطى، وإنما يقف وراء شباك المصرف البريطاني وتكون أحواله طيبة. وإذا لم يجد خرّيج فرع اللاهوت عملاً كقسيس، وإنما في قسم إدارة شؤون العاملين في شركة كبيرة، فإنني لن أعتبر ذلك كارثة، وإنما مساهمةً في تحسين جو العمل في هذه الشركة. وعندما أعترف بمثل ظروف العمل هذه، فإني لا أعتبر العلوم الإنسانية فناً لا يدرّ دخلاً كافياً.
كريستوف ماركشيس هو منذ العام 2006 رئيس جامعة هومبولت العريقة (HU) في برلين. وقد درس اللاهوت البروتستانتي، في سنّ الثانية والثلاثين أصبح في العام 1994 بروفسوراً يدرّس تاريخ الكنيسة في جامعة فريدريش شيلر في مدينة ينا، وفي العام 2000 أصبح بروفسوراً يدرّس اللاهوت التاريخي في جامعة هايدلبرغ. في العام 2004 عُيّن بروفسوراً يدرّس تاريخ الكنيسة القديم في جامعة هومبولت. وتتويجاً لأعماله العلمية عن تطور المسيحية في العصور القديمة منحته مؤسسة الأبحاث الألمانية في العام 2001 جائزة لايبنيتز، التي هي أعلى جائزة جامعية في ألمانيا.
ماذا – متى – أين؟ ذرى في عام العلوم الإنسانية
25 يناير 2007: افتتاح عام العلوم من قبل الوزيرة الاتحادية أنيتّي شافان في برلين
مايو: "دولية ولغات"، ندوة هيئة التبادل الجامعي الألمانية في برلين
6 – 10 يونيو: مؤتمر " - The Spirit of Europa هوية أوروبية" في لايبزيغ
14 – 16 يونيو: "سلطة اللغة"، مهرجان معهد جوته في برلين
20 يونيو: ندوة "نشوء السياسي في الشرق القديم" في برلين
سبتمبر: نقاش خبراء "Imagined Europeans : كيف يكوّن العلمُ المواطنَ الأوروبيَّ " في المتحف الألماني في ميونيخ
سبتمبر حتى نوفمبر: "إمكانية قراءة العالم"، سلسلة ندوات في برلين حول صور العالم المرتبطة بالحضارات العالمية
اكتوبر: أيام العلم "الحياة والحضارة. من التطور البيولوجي حتى التطور الحضاري" في ميونيخ
الأسئلة من وضع هرمان هورستكوتي صحافي متفرغ في بون
ترجمة كاتارينا وطفي حقوق النشر: معهد جوته، قسم تحرير أونلاين
مواقع أخرى
Berlin-Brandenburg Academy of Sciences and Humanities
Goethe-Institut Shop: Fikrun wa Fann
Order our cultural magazine promoting the dialogue with the Islamic world.
لي-لك
الموقع الألماني العربي من وإلي الشباب. الموقع مصمم باللغتين ويتيح تبادل الآراء والصور والموسيقي والألعاب.
– حوار مع العالم الإسلامي Qantara.de
يقدم موقع قنطرة معلومات ونقاشات حول السياسة والثقافة والمجتمع، وذلك باللغات الألمانية والعربية والإنكليزية والأندونيسية والتركية.
زنيت
تنشر مجلة "زنيت" مقالات نقدية ومبتكرة ومحايدة عن العالم الاسلامي
إرشادات
معرض عن مجلة فكر وفن في صنعاء
Friday Forum: Muslim Life in Germany – ZDF
بيان أبحاث عن الإسلام
Cross Culture Praktika (ifa)
إلى الأعلىالصفحة الرئيسية | مواضيع | نسخة مطبوعة | حول فكر وفن | المنتدى | روابط التحرير | © 2010 Goethe-Institut
محمد شمس
طالب بى مدرسه الاعداى بتمى الامديد
عام العلوم الإنسانية: "أبحاث عن أسئلة المجتمع المدني والإجابة عليها"
منذ العام 2000 تقيم وزارة التعليم الاتحادية "عام العلوم". وحتى الآن كانت أعوام علوم الطبيعة والتقنية. والآن في العام 2007 جاء دور العلوم الإنسانية (النظرية). حول ذلك تحدثنا مع رئيس جامعة هومبولت في برلين، كريستوف ماركشيس.
تحتفل ألمانيا بعام العلوم الإنسانية. هل تشارك، أيها السيد البروفسور، في الاحتفال بضمير مرتاح؟
نعم، إني أحتفل وأنا منشرح الصدر. إذ إن هذا من قوانين المجتمع الذي تأخذ فيه وسائل الإعلام دوراً كبيراً. إذا أراد المرء لفت انتباه أكثر حول موضوع ما، مثل العلوم الإنسانية على سبيل المثال، والحصول أيضاً على تمويل أفضل، فإنه يتعين عليه أن يتعامل مع قوانين هذا المجتمع الإعلامي. بهذا لا يفسد أحد نفسه. وبعد، فإنه ما من ضرر وما من عيب إذا ما جرى تقديم نتائج أبحاث العلوم الإنسانية إلى الرأي العام طوال عام كامل على نحوٍ لا يخلو من مرح ومهارة. على العكس: هذا تعبير عن مسؤولية العلوم الإنسانية تجاه المجتمع المدني، هذه المسؤولية التي كانت في غاية الأهمية بالنسبة إلى مؤسسي جامعتي في القرن التاسع عشر. وبالإضافة إلى ذلك، فإنه لم يجر في هذا العام لحسن الحظ تخصيص ميزانية إضافية للظهور في وسائل الإعلام فحسب، وإنما جرى تخصيص أموال أخرى من أجل العلوم الإنسانية. وهذا سبب يدعو للاحتفال!
ما هي، بعامة، العلوم الإنسانية؟ هل هي أمر مماثل للعلوم "الطريّة" على الطريقة الأنكلوساكسونية أو Humanities على عكس العلوم "الصلبة" والتحديثية؟
إن حيوية العلوم الإنسانية لدينا في ألمانيا تثبت نفسها أيضاً في حقيقة أنه توجد منذ القرن التاسع عشر الذي ظهر فيه هذا المفهوم محاولات كثيرة لتعريفها وتحديدها. أنا شخصياً ليس من شأني أن أذهب بعيداً مثلما يذهب بعض زملائي في أكاديمية العلوم في براندنبورغ، الذين حاولوا في العام 2005 في "بيان العلوم الإنسانية" تجديد نظريات هيغل وديلتي. على خلاف الزملاء المحترمين لا أعتقد أنه يمكننا اليوم أن نفهم، مثلما فهم هيغل وديلتي في القرن التاسع عشر، مواضيع العلوم الإنسانية مثل اللغة والحق والدولة أو الحياة الاقتصادية على سبيل المثال على أساس بُعدها فوق الشخصي كمظاهر "عقل موضوعيّ". أنا نفسي أحاول - كيف عليّ بصفتي لاهوتياً أن أفعل غير ذلك؟ - أن أبرز التوجه الدائم لفروع العلوم الإنسانية إلى مسألة الحقيقة، لكن دون طلب إعادة عجلة إبراز التاريخ في المسائل التي عولجت في القرون الثلاثة الأخيرة.
رئيس أكاديمية الفنون الجميلة في مقاطعة بافاريا، ديتر بورشماير، الذي هو في الوقت نفسه بروفسور للأدب الألماني في هايدلبرغ، يشكو: "لم تعد العلوم الإنسانية تُعتبر مرشداً للفروع التي تحدد النُخَب". هل كانت هذه العلوم في التاريخ الألماني أو حتى في تاريخ الجامعات فقط علوماً ريادية في أي وقت من الأوقات؟
لا أظن أن سباق الامتياز بين الجامعات الألمانية، الذي يوجه بروشماير نظره إليه، يثبت فعلاً ما يخشاه الزميل الفطِن من هايدلبرغ. لا ريب: في القرن التاسع عشر كانت النتائج التي توصلت إليها العلوم الإنسانية تُعتبر أكثر من اليوم مرشداً للمعرفة، وكان علماء هذه الفروع، مثل تيودور مومسن، من نجوم الإعلام بطريقة أخرى مغايرة كلياً. لكن الجانب الآخر السلبي كان الازدراء العدائي الذي كان يكنّه بعض ممثلي العلوم الإنسانية إزاء العلوم الطبيعية. ربما، هكذا يبدو لي بين الحين والآخر، إننا نحس اليوم في بعض الأحيان وجود رد فعل معاكس ما من علماء طبيعة (وبقايا الموقف القديم توجد أيضاً لدى بعض ممثلي العلوم الإنسانية). في كل العصور وُجد ازدراء أحمق إزاء التفكير والتأمل. وأنا على قناعة تامة بأن العلوم الإنسانية إنما هي حتى يومنا هذا من الفروع الريادية التي تحدد النُخَب. على الأقل في الجامعة التي أترأسها.
واحد من أكبر المدافعين عن العلوم الإنسانية، فولف ليبينيس، وصفها ذات مرة بأنها "تجربة عن الفهم"، على ما يبدو إشارة إلى العلوم التجريبية ذات السمعة العالية اليوم. هذا يثير السؤال: ماذا يفيد المجتمع من تجارب أولئك الذين يفهمون؟
في بادئ الأمر، إنها مسألة بسيطة، هي مسألة المسؤولية أمام الحقيقة، إذا لم يفعل على الأقل ممثلو العلوم الإنسانية هكذا لدى المسائل الكبرى في هذا المجتمع، وكأن الجواب قد تم العثور عليه: متى تبدأ الحياة؟ متى تنتهي تماماً؟ في هذا الأمر يجري جدال، وكل عالم يتصف بالحكمة إلى حد ما يدري أن مواقفنا هنا هي "تجارب عن الفهم". لكن في الوقت نفسه لإثبات كيف، بغض النظر عن السمة التجريبية، يمكن تحديد معايير أخلاقية وحقوقية وما هي هذه المعايير: لهذا الغرض نحتاج ، مما نحتاج، إلى علوم إنسانية. في حين أن العلوم الإنسانية، إذاً، تؤكد وتشكك في الوقت نفسه، فإنها تساعد في الحالة المثلى على أن لا يسلّم مجتمع نفسه إلى إيديولوجيات.
كيف تتشكل العلوم الإنسانية الألمانية بالمقارنة الدولية؟
هل يستطيع عالم ألماني أن يقدّر هذا بشكل موضوعي ّ حقاً؟ أحياناً، على سبيل المثال، عندما أقرأ كتاباً علميأً وضعه أحد الزملاء، يبدو لي أن أبحاثاً باهرة توضع في ألمانيا. لدى حقل أبحاث ديناميكي مثل هذا لا يحب المرء من ثم أن يتحدث عن "تشكيل"، إذ ما من أحد وقف في الطابور في طريقه إلى المعركة. لكن أحياناً عندما أجد أية موضة سطحية تطبّق بالقوة على موضوع ما مسكين، فإنني أتألم من نقص قدرة ممثلي العلوم الإنسانية الألمانية على مقاومتها. مهما كان الأمر: إذا أراد المرء أن يقود أوركسترا تعزف باخ أو موزارت، أو أن يقرأ علماء الكنيسة الإغريقيين أو نيكولاوس فون كويس في طبعات نقدية، فإن المرء في سائر أنحاء العالم يعمد إلى نتاج العلماء الألمان. إن أحوالنا إذاً لا يمكن أن تكون في غاية السوء.
ما هو رأيك بالاقتراح الذي يقول إنه يتعين الآن ضمن الأبحاث الجامعية وب "كليات لأبحاث ريادية" أن يخلق مجتمعاً بطبقتين، إحداهما داخله والأخرى خارجه؟
دائماً هذا الخوف من المجتمع بطبقتين! لدى الخطوط الحديدية ولدى مؤسسة الطيران لوفتهانزا لم يرسم أحد على الحائط انهيارَ النظام الديموقراطي لأنه لا يوجد سوى الدرجة الثالثة. ولا سيما أن الدخول إلى الفئة الرفيعة في مجال الأبحاث الريادية لا يتعلق بحافظة النقود الخاصة بالفرد. بدون اعتراف حاسم وصافٍ، ودون تردد أو خوف، بضرورة النخبة وتشجيعها، فإنه لن يوجد نتائج لأبحاث ريادية يمكن من ثم تقديمها في كل مكان. أنا أيضاً زرت كلية العلوم بناء على منحة، وكنت مغتبطاً بها، واكتسبت في غضون ذلك العام معارف حاسمة، وأتمنى ذلك لكل زميل. ما من شيء إذاً يعارض إنشاء مثل جزر الاستراحة هذه في الجامعات أيضاً. على العكس تماماً!
هل العلوم الإنسانية اليوم، أو كانت دائماً، هي فن لا يدرّ دخلاً كافياً؟
سوف يتعين علينا ربما هنا أيضاً في ألمانيا، كما هو مألوف في بريطانيا منذ زمن، أن نعتاد على أن خرّيجاً فطناً من خريجي فرع العلوم البيزنطية لايمكنه أن يجد عملاً لدى هيئة علم الأنساب البيزنطية الوسطى، وإنما يقف وراء شباك المصرف البريطاني وتكون أحواله طيبة. وإذا لم يجد خرّيج فرع اللاهوت عملاً كقسيس، وإنما في قسم إدارة شؤون العاملين في شركة كبيرة، فإنني لن أعتبر ذلك كارثة، وإنما مساهمةً في تحسين جو العمل في هذه الشركة. وعندما أعترف بمثل ظروف العمل هذه، فإني لا أعتبر العلوم الإنسانية فناً لا يدرّ دخلاً كافياً.
كريستوف ماركشيس هو منذ العام 2006 رئيس جامعة هومبولت العريقة (HU) في برلين. وقد درس اللاهوت البروتستانتي، في سنّ الثانية والثلاثين أصبح في العام 1994 بروفسوراً يدرّس تاريخ الكنيسة في جامعة فريدريش شيلر في مدينة ينا، وفي العام 2000 أصبح بروفسوراً يدرّس اللاهوت التاريخي في جامعة هايدلبرغ. في العام 2004 عُيّن بروفسوراً يدرّس تاريخ الكنيسة القديم في جامعة هومبولت. وتتويجاً لأعماله العلمية عن تطور المسيحية في العصور القديمة منحته مؤسسة الأبحاث الألمانية في العام 2001 جائزة لايبنيتز، التي هي أعلى جائزة جامعية في ألمانيا.
ماذا – متى – أين؟ ذرى في عام العلوم الإنسانية
25 يناير 2007: افتتاح عام العلوم من قبل الوزيرة الاتحادية أنيتّي شافان في برلين
مايو: "دولية ولغات"، ندوة هيئة التبادل الجامعي الألمانية في برلين
6 – 10 يونيو: مؤتمر " - The Spirit of Europa هوية أوروبية" في لايبزيغ
14 – 16 يونيو: "سلطة اللغة"، مهرجان معهد جوته في برلين
20 يونيو: ندوة "نشوء السياسي في الشرق القديم" في برلين
سبتمبر: نقاش خبراء "Imagined Europeans : كيف يكوّن العلمُ المواطنَ الأوروبيَّ " في المتحف الألماني في ميونيخ
سبتمبر حتى نوفمبر: "إمكانية قراءة العالم"، سلسلة ندوات في برلين حول صور العالم المرتبطة بالحضارات العالمية
اكتوبر: أيام العلم "الحياة والحضارة. من التطور البيولوجي حتى التطور الحضاري" في ميونيخ
الأسئلة من وضع هرمان هورستكوتي صحافي متفرغ في بون
ترجمة كاتارينا وطفي حقوق النشر: معهد جوته، قسم تحرير أونلاين
مواقع أخرى
Berlin-Brandenburg Academy of Sciences and Humanities
Goethe-Institut Shop: Fikrun wa Fann
Order our cultural magazine promoting the dialogue with the Islamic world.
لي-لك
الموقع الألماني العربي من وإلي الشباب. الموقع مصمم باللغتين ويتيح تبادل الآراء والصور والموسيقي والألعاب.
– حوار مع العالم الإسلامي Qantara.de
يقدم موقع قنطرة معلومات ونقاشات حول السياسة والثقافة والمجتمع، وذلك باللغات الألمانية والعربية والإنكليزية والأندونيسية والتركية.
زنيت
تنشر مجلة "زنيت" مقالات نقدية ومبتكرة ومحايدة عن العالم الاسلامي
إرشادات
معرض عن مجلة فكر وفن في صنعاء
Friday Forum: Muslim Life in Germany – ZDF
بيان أبحاث عن الإسلام
Cross Culture Praktika (ifa)
إلى الأعلىالصفحة الرئيسية | مواضيع | نسخة مطبوعة | حول فكر وفن | المنتدى | روابط التحرير | © 2010 Goethe-Institut
مواضيع مماثلة
» أبحاث علميه
» منهج العلوم لى 2 اعدادى
» منهج العلوم لى 3 اعادى بشراحه
» منهج العلوم لى الصف الاول الاعدادى
» منهج العلوم لى 2 اعدادى
» منهج العلوم لى 3 اعادى بشراحه
» منهج العلوم لى الصف الاول الاعدادى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى